21‏/02‏/2012

سؤال يحيرني ؟؟؟؟؟؟؟؟


لاشك بأن مشروع فرز النفايات الجديد هو مشروع ممتاز من النواحي الحفاظ على المقدرات البيئية و المصادر الطبيعية لكوكب الارض وهو مجدي اقتصاديا للشركة التي تقوم به , وحتى في مصر الفقيرة فان فرز طن واحد من النفايات يدر دخلا لا باس به وان العائد المتوقع على الاقتصاد بعد اعادة تصنيع ىهذه النفايات قد يصل الى متوسط 1000 دولار حسب بعض الدراسات, بل ان بعض المحللين يصفونه بذهب الدول الفقيرة .

الا ان مايحيرني حقا هو مايلي :
1) من اتخذ قرار اختيار الموقع بحيث يكون على مدخل رئيسي لمدينة نابلس ومحاذيا للشارع الرئيسي وفي احد اهم مناطق السياحة الداخلية في الضفة الغربية , وفوق احد اهم المخزونات المائية في المنطقة , ( هل اخذ عامل الروائح الكريهة و المناظر القبيحة وتسرب المياه العادمة في عين الاعتبار ).
2) كيف اتخذ قرار الاحالة على هذه الشركة ولماذا لم يطرحهذا المشروع بعطاء علني يساهم فيه المستثمرين من القطاع العام .
3) لماذا تواصل بلديتنا الموقرة بدفع مبالغ مالية ضخمة مقابل فرز هذه النفايات وهو الامر الذي اتضح برفع ضريبة النفايات دون مسوغ قانوني من 85 شيكل للبيت الى 185 شيكل سنويا , علما بان هذه الشركة ستحقق عوائد مجزية من فرز وبيع الناتج الخاص بتدوير النفايات ومن المفترض ان تدفع للبلدية وليس العكس .

20‏/02‏/2011

نابلس ومذبحة المناطق الخضراء




لست ادري ولكن يبدو أن اليوم الذي ستبكي فيه نابلس على أشجارها وحدائقها وبساتينها قد اقترب , تتسارع وتيرة البناء في غياب أي رادع قانوني أو مجرد تنظيم  لعمليات قطع الأشجار المعمرة , وتتقلص المناطق الخضراء باطراد .

بساتين نابلس الشهيرة بعيونها وأشجارها ما بين  نهاية شارع فلسطين و منتزه جمال عبد الناصر باتت تحتضر تحت جنازير الجرافات التي تشق التربة لبناء مبان خرسانية لا تراعي البيئة المحيطة ولا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الجمال المعماري , وهو ما وصفه احد الزملاء المعماريين بغابة من المباني الحجرية الموحشة التي لا تتفق حتى فيما بينها على معيار واحد للارتفاع أو التشكيل .

تلك المنطقة التي لو استغلت بالشكل الصحيح لشكلت رئة خضراء للمدينة و مصدرا هاما للجذب السياحي و الاقتصادي ليست وحدها التي تعاني , فكل المدينة بحواريها الجديدة و القديمة تفشى فيها هذا السرطان .

حزام نابلس الأخضر الذي كان يفترض أن يغطي أعالي جبل عيبال حسب المقررات التنظيمية السابقة شطب بجرة قلم من احد المسئولين لصالح بعض المنتفعين الجشعين الذين  استغلوا انخفاض قيمة الأراضي هناك لبناء ثروات على حساب الأجيال القادمة ,

بينما تختفي يوما بعد يوم حدائق البيوت الخاصة التي انتشرت بين عشرينات و ستينات  القرن الماضي بما فيها من أشجار و نباتات وتفاصيل معمارية بل وحتى مباني تمثل قيمة ثقافية عالية لصالح مبان سكنية تحمل الصبغة الاستثمارية التجارية  المتدنية الجودة دون رقيب أو حسيب , ولن أتفاجئ أن استيقظت ذات صباح قريب لأجد جرافات الاستثمار تقوم بهدم القصور الأثرية ذات القيمة المعمارية العالية في منطقة شارع النجاح القديم مثلا , فكله يهون في سبيل مصالح المستثمرين .

لم يقف الأمر عند هذا الحد فتحت شعار الحي أبقى من الميت  الذي يرفعه رأس الهرم الإداري لبلدية نابلس الموقرة  فلا مانع من إزالة الآثار القديمة( كما حصل في منطقة بليبوس الأوسط على سبيل المثال لا الحصر ) وذلك لمنع المستثمرين من الهروب من المدينة على حد تعبيره , وللأسف فأن بلدية نابلس و نخبة مهندسي المدينة القدامى التي تصر على تسميتهم بلجنتها الاستشارية لازالوا يشكلون العائق الأساس في وجه تطبيق العديد من القوانين و التعديلات على أنظمة البناء حتى المتعلقة بالسلامة العامة , تحت ذات شعار الحفاظ على المستثمرين .

فلعيون الاستثمار كل شيء يهون , بل وحتى المناطق الخضراء العامة مثل المتنزهات أصبحت عرضة لمشاريع الخصخصة التي غزت الحدائق و المتنزهات العامة فكادت تحولها كافة إلى مشاريع ربحية خاصة , بدء من  منتزه سما نابلس إلى حديقة منتزه العائلات , مرورا بالحديقة الدنماركية و حديقة إسعاد الطفولة وحديقة الحرش , و التي فقدت جميعها صفة الحديقة العامة و أصبح الدخول إليها مقيد سواء من ناحية تقييد دخول احد الجنسين أو ربطه بدفع دخولية مهما كانت رمزية أو ربط الجلوس بها بدفع مقابل خدمة لأحد المتضمنين .

وبصراحة لم يبقى في نابلس متنفسا حرا  للغالبية العظمى من سكان  محافظة نابلس ال 250 ألفا إلا حدائق جمال عبد الناصر بمساحتها المتواضعة التي لا تتعدى الثمانين دونما بعد أن تم اقتطاع مساحة كبيرة لصالح مدارس الوكالة و أخرى لصالح مركز حمدي منكو الثقافي .

وهذه الثمانين دونما ليست عاملة بالكامل ففقط  15 دونم منها مزروعة بأشجار مناسبة  , كما وتخلو من استثمار و استغلال المقومات الطبيعية  التي وهبها الله للمنطقة , فماء  أربعة ينابيع تتدفق من البساتين إليها لازال يحول إلى شبكة المجاري العامة بدلا من استخدامه بالري أو بعمل عناصر معمارية مائية مثل بركة أو نوافير تزيد رونق المكان .

وغزا المكان العديد من الباعة المتجولين للمشروبات و السجائر و الاراجيل الذين سيطر كل مجموعة منهم على إحدى زوايا الحديقة بغير وجه حق  فحولوها إلى ما يشبه المقهى الكبير في أيام الصيف المكتظة , فلم يعد فيها مكان يجد فيه المرء خاصة من الطبقات الفقيرة و المتوسطة الدنيا ملتجأ من قيظ الصيف .


المضحك المبكي أن احد زوايا الحديقة يحوي مشتلا تابعا للبلدية , توظف به العديد من الأفراد الذين لم يقوموا منذ سنوات عديدة بزراعة شجرة واحدة في هذا المنتزه , ناهيك عن مجموعة منهم تقتصر مهمتهم على تهذيب الأشجار في شوارع المدينة   و العناية بها , وهو الأمر الذي على ما يبدو مرتبط بأهواء بعضهم الذين للأسف لا يراعون أي قاعدة علمية في القص و التهذيب أو حتى احترام الموسم المناسب .
وهؤلاء نفسهم هم من انطلقوا في الأيام الأخيرة في حملة مسعورة لقطع العديد من الأشجار المعمرة في شوارع المدينة  تحت حجج ومبررات واهية تارة لزيادة عرض الشارع أو بحجة مرور ماسورة الصرف الصحي لإحدى العمارات من أسفل الشجرة , بدءا من الأشجار بمقابل مركز شرطة المدينة الرئيسي في الجزيرة الوسطى مرورا بأشجار السرو في رفيديا مقابل الطريق المؤدي إلى ملعب البلدية , مرورا بالأشجار  على الرصيف أمام برج نابلس قيد الإنشاء انتهاء بالأشجار  أعلى الرصيف المقابل لقاعة زينة برفيديا ( أمام وكالة متسوبيشي سابقا ) , وهو ما يذكرني بحملة سابقة لتدمير النوافير  التي كانت تزين  شوارع المدينة في التسعينات بدءا من دوار المول في رفيديا مرورا بأخر شارع سفيان وصولا إلى الدوار الرئيسي في ميدان الشهداء .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل خرجت علينا بلديتنا الموقرة في الآونة الأخيرة بمسابقة معمارية تهدف إلى تحويل المتنفس الأخير ( حدائق جمال عبد الناصر) إلى مشروع استثماري ربحي  يصادر البقعة الخضراء الأخيرة ويحولها إلى منطقة ترفيهيي خاصة بالأثرياء و أبناء الطبقة الوسطى العليا , فلست ادري كم ستحتمل هذه ال 80 دونما ,  من مشروع متحف ومسرح ومطعم و ناد خاص و مسجد أخر يضاف إلى ثلاثة بمحيط المتنزه على حساب دافع الضرائب الفلسطيني , بل وحديقة للملاهي  وبركة للقوارب , ولعل مقترح المسابقة نسي إضافة مشروع حديقة للحيوان  وجامعة نموذجية .

فألا متى سيبقى مستقبل مدينتنا الحبيبة رهينا بيد ومطرقة الاستثمار و إلى متى سيتسلط مهندس بلديتنا الأوحد في الأجيال الثلاثة الماضية  على مركز القرار  , أسئلة عديدة أوجهها إلى أبناء مدينتي الحبيبة , فهل من مجيب قبل فوات الأوان .


المهندس المعماري شفيق أمين بعارة

 






07‏/03‏/2010

كفى تدميرا للبنية الحضارية لمدينة نابلس : Stop Destroying the Urban Fabric of Nablus City

م. شفيق بعارة – مهندس معماري حاصل على درجة الماجستير بالهندسة المعمارية - ومختص بالدراسات الحضرية و الحدائق .

لطالما لمنا الاحتلال على التدمير الذي يحصل على البنى الحضرية لمدننا وقرانا من خلال القيود و القوانين الجائرة التي شرعها خلال سنوات الاحتلال الطويلة وما تلا ذلك من ممارسات التدمير و الهدم و الحصار التي حولت مدينة نابلس من عاصمة فلسطين الاقتصادية إلى عاصمة للفقر والبطالة .

وكلنا نعرف أن البنية الحضارية لمدينة نابلس و خاصة البلدة القديمة ومحيطها التجاري تحمل أبعادا تراثية و ثقافية متعمقة في جذور التاريخ الفلسطيني قل نظيرها حول العالم , وتمثل اليوم اللبنة الأولى في صراع الهوية و الوجود مع الاحتلال الصهيوني وهذا ما اتضح أخيرا في محاولات الاحتلال فرض تاريخه الزائف من خلال قيامة بضم الحرم الإبراهيمي و مسجد بلال إلى قائمة مواقعه التراثية وربما ستطول القائمة بالمستقبل القريب .

لطالما بكينا كل مبنى أو جدار أو حتى نافذة قام الاحتلال بتدميرها خلال حملات الدهم و القتل التي قام بها طيلة سنوات الانتفاضة في البلدة القديمة , وربما كان عزائنا الوحيد في ذلك هو أن من يقوم بذلك عدونا اللدود , لكن أن ينتقل هذا التدمير من أيدي عدونا إلى أيدينا فهو أمر لا يقبل به عاقل .

ولا أريد أن اتهم أي فرد بالتقصير أو الفساد فلا شك أن كل من يعمل يخطئ , لكن للأسف الشديد لم تنمو لدينا بعد ثقافة الاعتراف بالخطأ والأخطر من ذلك أن الكثير ممن يخطئون يصرون على المغالاة في أخطائهم وزيادة الطين بللاً ,

واحد الأخطاء الكبرى التي وقعت فيها مدينة نابلس هي عملية بناء المجمع التجاري و مجمع التاكسيات الضخم في وسط المدينة , في مجموعة مخالفات صريحة للقوانين التي تنظم البناء في محيط البلدة القديمة من ناحية الارتفاعات و المساحة و الاستخدام , وساد سوء رؤية ضخم لطبيعة المشروع وموقعه غير المناسب بالنسبة لوظيفته كعقدة أساسية للمواصلات في منطقة تشهد أصلا اختناقات مرورية ضخمة , ولم يقف الخلل عند هذا الحد بل تعداه إلى الإهدار الضخم للمال العام من خلال التكلفة الضخمة للمشروع التي فاقت 35 مليون دولار تم تغطية معظمها بقروض لبنوك محلية و أجنبية زادت في عجز خزينة بلديتنا المثقلة أصلا بالديون, ولا يتوقع أصلا لعوائد المشروع أن تكفي لسدادها و لربما سينتقل المشروع في زمن ليس ببعيد من الملكية العامة إلى ملكية البنك الضامن ما لم يحدث تدخل من وزارة الحكم المحلي و المالية في الوقت المناسب .

ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد , فلقد سادت التصميمات المنفذة للمشروع الكثير من مواطن الخلل التي منعت المبنى من أداء وظيفته التي صمم لها , فمجمع التاكسيات الذي صمم ليحتل الطابق الثاني والثالث المفتوحين بحيث يتم تأمين التهوية المناسبة له , لم يؤمن له الأدراج و المصاعد المناسبة للعدد الكبير المتوقع من المواطنين من كبار و صغار وعجائز و بضائع.

مما دفع القائمين على المجمع إلى نقله إلى طابقي التسوية المغلقان من جميع الاتجاهات ويقعان أسفل منسوب الأرض وهما مخصصان لتوقف سيارات المواطنين لفترات طويلة , وقد ثبت من اليوم الأول للبدء بالعمل فيهما عدم وجود تهوية مناسبة تتلاءم مع العدد الضخم لسيارات التاكسي التي تنفث العوادم بشكل متواصل داخل حيزها ولا لتامين الهواء النقي والمناسب لتنفس العدد الضخم من المواطنين الذين يستخدمونه و هي غير مؤهلة أصلا لامتصاص الضجيج الضخم الصادر عن محركات السيارات , ودفعت شكاوى المواطنين من التلوث و الاختناق البلدية الموقرة إلى إيقاف العمل في المجمع لحين إيجاد الحل للمشكلة التلوث السمعي و تصريف غازات العوادم ذات النسب المرتفعة و السامة .

واستعانت مشكورة بعدد من المختصين لحل المشكلة الذين اشارو إلى التكلفة الضخمة للحلول المتوفرة للأشكال سواء من خلال التنفيذ أو تكاليف التشغيل على المدى البعيد من كهرباء و صيانة وفلاتر الخ ....مما سيزيد من ثقل الديون على ميزانية بلديتنا العامة .

وخرجت مجموعة من الاستشاريين بفكرة القيام بعمل نفق يصل بين المجمع واحد الشوارع الرئيسية الملاصقة له بما سيخفف من ضغط حركة السيارات على الشوارع المكتظة المحيطة به و إن كان لا يقدم حلولا جذرية لهذه المشكلة عوضا عن عدم حله للمشكلة الأساسية المتعلقة بالتلوث السمعي و الهوائي بالمشروع و تكلفته المرتفعة المقدرة بمئات آلاف الدنانير التي ستزيد في ثقل الديون على صندوق بلديتنا الموقرة , و تسببه بتدمير احد أهم المعالم الحضارية في منطقة الدوار ( برج الساعة الجديد ) الذي دمر بدون رجعة .

إلا أن أضرار هذا النفق الذي بات يعرف بالمرحلة الأولى لا شك محدودة جدا إذا ما قورنت بالأضرار المتوقعة لما يعرف بالمرحلة الثانية من المشروع والمرحلة الثالثة المقترحة من قبل احد الزملاء المهندسين له و التي تبناها رئيس بلديتنا الموقر في مقابلة إذاعية على إحدى القنوات المحلية , دون أن يدرك الأبعاد الحقيقية لها .

فهذه المشاريع التي تقوم على فكرة عمل أنفاق و أسواق تجارية أسفل منسوب أكثر المناطق حيوية في مدينة نابلس وزرع برج غريب في المتنفس الوحيد المتبقي في وسط المدينة وتحدث تغييرات ضخمة في المنطقة التي تمثل وجهها الحضاري يطلق عليها من قبل المختصين مشاريع راديكالية و هي في الغالب غير مدروسة بشكل جيد و ستؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها على المدى البعيد , و لا تزال مدن كبيرة في أوروبا و الولايات المتحدة تعاني من الآثار السلبية لمثل هذه المشاريع التي انتشرت فيها في ستينات وخمسينات القرن الماضي .

إن المشروع المقترح بمرحلتيه الثانية والثالثة سيؤدي إلى مصادرة البقعة الخضراء الوحيدة المتبقية في وسط المدينة و التي تعطيها تميزها ويحولها إلى مساحات أسمنتية جرداء مع كثير من الأجزاء أسفل منسوب الشارع التي لا يصلها نور الشمس و لا تصلح لنبات ولا حيوان . كما أن مشاريع المجمعات التجارية أسفل الأرض و الأنفاق و الدهاليز ثبت فشلها على المستويين العربي و الدولي , حيث تحولت هذه المساحات المعزولة إلى أماكن لالتقاء المجرمين و المتشردين و متعاطي المخدرات و أصبحت أوكارا للجريمة و أماكن تجمع للنفايات و القوارض و الحشرات ومكاره صحية استدعت الكثير من الدراسات التي عجزت عن إيجاد حلول حقيقية لها سوى الاكتفاء بإغلاقها أو هدمها و تجنب بنائها مستقبلا.

كما أن المشروع سيؤدي إلى تدمير العديد من الطبقات الأثرية المهمة التي تنتشر في المنطقة خاصة الرومانية و الكنعانية , ومن المعروف أن النفق المقترح بين المجمع و المستشفى الوطني يقع مباشرة مكان ملعب الخيل الروماني كما يظهر من الأجزاء المكتشفة .

هذا عوضا عن التكاليف العالية له التي لا توازي الفوائد المرجوة لهذه المشاريع و التي ستقتصر في الغالب على تحقيق مصلحة مجموعة ضيقة من التجار وأصحاب رؤوس الأموال على حساب الجمهور وراحته وعلى حساب الأموال العامة لدافعي الضرائب الفلسطينيين , كما سيلحق أضرارا لا يمكن إصلاحها بالقيمة الثقافية و الحضارية للنسيج الحضاري للبلدة القديمة خاصة من خلال مشروع البرج المقترح الذي سيشغل حيز الدوار الذي اشتهر لعشرات السنوات بنافورته و أشجار النخيل و شجيرات الورد قبل أن يتم تدمير معظمها خلال سنوات الانفلات الأمني .

و للأسف فان بلدية نابلس مثلها مثل كثير من المؤسسات المحلية الأخرى لم تصل بعد إلى المرحلة التي تتقبل فيها اشتراك قطاعات واسعة من المواطنين و المتخصصين في اتخاذ القرارات المصيرية و تبقي هذه القرارات في ايدي مجموعة ضيقة من الموظفين من مهندسين و إداريين و بيد مجموعة ضيقة و مغلقة من المهندسين ضمن ما يسمى باللجنة الاستشارية والذين مع احترامنا لتجاربهم و خبراتهم المميزة إلا أنهم ينتمون لفئة عمرية محددة تتمسك بأفكار معينه لا تمثل الواقع الهندسي العالمي والمحلي لا الاتجاه العام للجمهور .

وفي الختام أدعو إخوتنا في بلدية نابلس إلى فتح أبواب النقاش حول هذا المشروع على المستويين الاختصاصي الهندسي لجميع المهندسين بدون استثناء , والمستوى الشعبي للمهتمين , ومما سيسهم في توضيح الصورة بسلبياتها و ايجابياتها و سيسهم بكل تأكيد في إيجاد البدائل المناسبة و الحلول المثلى عوضا عن الوقوع في أخطاء و قع بها الكثيرين قبلنا .