29‏/07‏/2009

الديمقراطية و العمارة Democracy & Architecture

1) الديمقراطية لغةً :

أصل كلمة ديمقراطية و تنطق باللاتينية ( ديموكراسي ) مشتق من اللغة اليونانية , وتقسم الى مقطعين :

ديموس و تعني الشعب ( قديماً كانت تشير الى الناس الفقيرة أو جحافل الشعب و الشق الثانمي وهو كراسي أي الحكم أو القوة , و هكذا ظهرت الديمقراطية في صورتها الأولى حكم الشعب أو كما قال أريستوتول : ( حكم الرعاع ) ( حتمية الديمقراطية كنظام للحكم ) .

2) تعريف الديمقراطية :

ان كلمة " ديمقراطية" تشير فى الوقت الحالى الى أفكار و فلسفات متعددة, يمكن إيجازها فى الآتى:
- حكم الفقير و المغبون
- نظام يحكم الناس فيه أنفسهم مباشرة ,و بإستمرار و بدون الحاجة الى ساسة محترفين أو موظفين رسميين
- مجتمع يقوم على تكافؤ الفرص, و الكفاءة الشخصية, و ليس على المركز الإجتماعى أو الثراء
- نظام يهدف الى الصالح العام, و يذيب الفوارق الإجتماعية
- نظام حكم يعتمد على صوت الأغلبية
- نظام حكم يكفل العدالة و المساواة للأقليات, و ذلك بوضع معايير لتحجيم سلطة الأغلبية
- نظام يهدف الى ملأ المواقع الحكومية عن طريق معركة إنتخابية, للوصول الى الحكم
- نظام يكفل حماية مصالح أفراد الشعب بغض النظر عن ميولهم السياسية.

و بأختصار هي نظام يلاقي قبول من الشخص العادي الحر الذي يرغب في أن يكون له صوتا مسموعا و أن يعامل كآدمي له نفس الحقوق و الألتزامات المتاحة لجميع أفراد الشعب بدون تفرقة سياسية أو أجتماعية أو مالية أو ثقافية أو عرقية . ( حتمية الديمقراطية كنظام للحكم ) .

3) الديمقراطية في الفلسفة :

أ ) الكنفوشية : أسسها كنفوشيوس 551-479 ق,م في الصين ,

أشتهرت بتعاليمها ال؟أخلاقية السياسية التي تقوم على أن السماء هي الأله الأعلى تفرض مشيئتها على الناس, و أن حياة البشر رهن بالقدر و أن الجاه و الثروة منه من السماء .

ب) الديمقراطية في الفلسفة اليونانية :

برزت الفلسفة اليونانية في القرنين السادس و الخامس قبل الميلاد و أستمرت حتى القرن الرابع قبل الميلاد حيث ظهرت الفلسفة الرومانية ,

كانت الفلسفة الأغريقية الرائده في تحرير الفكر عبر تساؤلاتها عن طبيعه الوقع وحقيقه العقل و العديد من القضايا ذات الطابع المعرفي الشمولي.

و يبرز كل من افلاطون و ارسطو كمحور اساسي لهذه الفلسفه ألا أنهما كانا مكملين لعديد من الفلاسفة الذين وضعوا أسس هذا الفكر و منهم :

1- ديمقريطس:

الفيلسوف المادي الذي قال " ليس في هذا العالم ألا الخلاء و الذرات تتألف منها كل الموجودات " و أرجع ظهور الكائنات الحية الى الظروف الطبيعية عبر توحد الذرات و كان نصيرا لديمقراطية العبودية .

2- سقراط :

على عكس دمقريطيس وقف سقراط" ” رائد الفلسفة الارستقراطية النخبوية" بعناد ضد الديمقراطية في اثينا بإعتبار انها تؤدي -كما يقول- الى الفوضى عبر تحكيم الجماهير الدهماء في هذه العملية ، ونتيجة موقفه حكم بالموت رافضاً طلب الرحمة من الجماهير ، من أهم اقواله ” أي شيء اشد سخرية من هذه الديمقراطية التي تقودها الجماهير التي تسوقها العاطفة ” اليس من الغرابة ان يحل مجرد العدد محل الحكمة ”

3- أفلاطون ( 427-347ق.م ) :

كان أفلاطون تلميذا نجيبا لأستاذه سقراط مستكملا رسالة العداء للديمقراطية وفقا لأسس مغايرة ,( حيث انه فيلسوف الفرديه الارستقراطيه الذي نشأ في جو ارستقراطي مريح) (غازي الصوراني , محاضرات أولية )

" ” ان التغير عند افلاطون معناه الاضمحلال ، بينما الكمال معناه انعدام التطور ” لقد اراد مجتمعاً ثابتا (اسبرطيا لا يتحرك بالديمقراطيه كما في اثينا ) يتولى ادارته نخبه مختارة من الارستقراط الذين يمتلكون القدره على التفكير و التأمل للاشراف على ضبط “المجتمع الثابت ” الذي يجب ان تقتلع منه تلك القوى التى تعمل من اجل التغيير ، هذه الافكار طبقتها الارستقراطيه الاوروبية فيما بعد طوال اكثر من الف عام تحت راية الكنيسة او النخبة اللاهوتيه ( غازي الصوراني ) .

تعرض أفلاطون لتعريف السياسي في كتابه" السياسي" فيقول عنه بأنه صاحب اللمعرفة الحقيقي ثم يقارن بينه و بين رب الأسرة منتهياً الى وجود تشابه بين مهمتيهما , فكل منهما يعمل لصالح الجماعة وكل ما هنالك أن رب الأسرة يعمل لصالح أسرته بينما يعمل السياسي لصالح المجتمع , و يبين أقلاطون في كتابه " الجمهورية " أنواع أنظمة الحكم و جعل أفضلها دولته المثالية ثم تليها التيمقراطية و هي الدولة المثالية عند فسادها ثم تتحول الى الأوليجاركيه أو حكومة الأغنياء وتمثل التيموقراطية حين تنحط ثم تتحول الأوليجاركية الى ديمقراطية ثم الى حكم الطاغية و هو أسوأ أنواع الحكم. ( دولة أفلاطون وأرسطو, م. د. محمد ظرف) .

وفي جمهوريته وضع افلاطون تصوره للطبقات الاساسيه في المجتمع :-
• طبقة الحكام و لديها قالب فكري ذهبي..عملها الحكم .
• طبقة الجنود و لديها قالب من الفضة و هي للحرب و اعمال البوليس في الدولة
• طبقة الحرفيين و العمال و لديها قالب الحديد ، ومهمتها القيام بكافة الاعمال للانتاج اضافة الى رضوخها الدائم استناداً الى قاعدة حددها افلاطون بقوله “إنصرف الى شؤونك و قم بواجبك في مركزك الذي حددته لك الالهة ، وإذا تحدثت عن الديمقراطية ستسود الفوضى و سيصبح المجتمع قطيع واحد دون راعى في ظل الديمقراطيه ، “

فالعداله عند أفلاطون هي مصلحه الاقوى ، والقوة هي الحق ، اعجب به “نيتشه ” الذي سخر كثيراً من الضعفاء الذين يفكرون انفسهم صالحين ، “ثم “شتيرنر” الذي كتب قائلاً ” إن الحق ليس سوى مسألة بين دول متساوية في القوة ” .( غازي الصوراني) .

4- أرطو طاليس ( 384- 322 ق.م ) :

يوجد رسم مشهور للفنان روفائيل”حيث يقف افلاطون مشيراً بيده الى السماء ، بينما يقف ارسطو مشيراً بيده الى الادنى ، الى الارض ، إنه الاتجاه الارسطي الذي يبقى على صله بالواقع و التجارب العمليه و التفاصيل في مقابل الاتجاه الافلاطوني في التفكير الذي يبتعد عن العيني الملموس ويركز على المثل ” ( غازي الصوراني )

بالرغم مما تقدم فالتلميذ ارسطو لايختلف جوهرياً عن استاذه افلاطون ،فإذا كان افلاطون فيلسوف الفردية الارستقراطية فإن ارسطو هو الفيلسوف الرسمي لامبراطورية اوتوقراطية ، انه القائل ” منذ المولد هناك اناس مُعَدُّون للعبودية واناس معدون للإماره ”

كان ارسطو يقدس العقل وهو القائل ” كل من كان بمقدوره ان يتنبأ بعقله هو بطبيعته معد ليصبح سيداً “.

أفضل أشكال الحكم عنده النظام الأرستقراطي الذي يعتمد حكم القلة من النخبة المختارة ، وأطلق عليه أسم الحكومة الدستورية ( وهذا النوع من الحكم لايعدو كونه الشكل العملي المتوسط الناشيء نتيجةً لتجنب التطرف في الديمقراطية أو في الأوليجارية .

فقد كان أرسطو رافضا للديمقراطية لأنها كما يقول تقوم على افتراض كاذب بالمساواة ، من آرائه ، ان الانسان ينتمي الى مجموعة واحدة من الحيوانات الولود ذات الثدي ، والمرأة ناقصة عقل وهي مرتبه دنيا عن الرجل و الانسان الفاضل عنده هو الذي يختار الوسط بين الافراط والتقتير .

5- الفكر الأغريقي ما بعد أرسطو :

تطور الفكر السياسي الأغريقي بعد أفلاطون و أرسطو حيث أوضحوا ان أساس دولة المدينة هو الاكتفاء الذاتي و ان اصلاح عيوب الدولة أو الحكومة هو مسألة داخلية بحته وان الحكام قادرون على اصلاح هذه العيوب ( أهملوا أهمية العلاقات الخارجية في حياة الدول) و استحالة تحقيق أكتفاء ذاتي في أقتصاد هذه الدولة وهذا كانواضحا حتى في أواخر ايام ارسطو الذي صمم دولته على العيش بمعزل عن العالم الخارجي مما أدى الى الركود و الجمود في الثقافة و الحضارة و الأقتصاد مما ادى الى ضعفها بالأضافة الى تضارب المصالح بين طبقات المجتمع الواحد و النزاع الداخلي الناشيء عن هذا التضارب .

مما ادى الى ضعف الحس الوطني و انفصال الفرد عن الدولة مما ادى الى ضعفها وزوالها بعد استيلاء الرومان عليها .

ج) القلسفة الرومانية ( فلسفة القوه و حلم الدولة العالمية ) :

1- فلسفة العصر الهيلنستي ( ما بعد الاسكندر - توفى 323ق.م )في هذا العصر الذي امتد حتى القرن الثالث الميلادي بدأت ملامح أنحلال مجتمع الرق و ساهمت الفلسفة في تعزيز الطابع التأملي للحياة في هذا العصر عبر تيارات مختلفة فبعد ان ضم الرومان الدولة الأغريقية الى امبراطوريتهم حاولوا الحفاظ على تفوق هذه الاخيرة من خلال تطوير الافكار الاغريقية الخاصة بدولة المدينة فقضوا اولا على النزاع و الصدام الداخلي كما قضوا على التفرقه بين الافراد والشعوب ثم وضعوا مبدأ مساواة جميع الأفراد امام القانون و تعاونوا مع الشعوب الأخرى.

2- فلسفة المذهب الرواقي :

من اهم المذاهب الرومانية ومن أشهر فلاسفته زينون الفينيقي , حيث دعوا الى الأستسلام والسكون ورفضوا مباديء أبيقور الألحادية , وقالوا بأن الانسان الحكيم هو الذي يؤثر مصلحة الدولة على مصلحته الخاصة او الذاتية، اعتبروا أن الناس كلهم مواطنوا العالم (kosmopiles) وهذه خطوة تقدمية من حيث المبدأ، لكنها في الحقيقة جاءت انسجاما مع حلم تشييد الدولة الرومانية “العالمية” وهي في كل الاحوال ضد افكار افلاطون وارسطوا القائلة بافضلية الاغريق على الشعوب الاخرى بل وحقهم في استرقاقها.

د‌) المذاهب الأسلامية :

1- مارس المفكرون الإسلاميون نوعاً شجاعاً من الاجتهاد على نطاق واسع خلال القرون الأولى للحضارة العربية الإسلامية، وكان من نتيجة هذا الاجتهاد بروز المذاهب التي يتوزع المسلمون بينها إلى يومنا هذا، ومن المعروف أن الاجتهاد قد توقف منذ القرن الثاني عشر الميلادي تقريباً، أو ما يمكن أن نطلق عليه حالة الانقطاع الفكري، حيث تجمد الفكر كما يقول د. سمير أمين في مدارس المذاهب المذكورة وضاق هامش التفسير الحر للشريعة، فلم يعد من الممكن الخروج عن حدود المذاهب المعترف بها ،

ذلك كما يقول يقول د.الجابري في كتابه الهام ” تكوين العقل العربي ” إلى “أن الفلسفة اليونانية التي أخذها العرب عن الإغريق كانت فلسفة تؤكد على مجتمع السادة والعبيد ، ولاتؤمن بالتجربة لأنها من أعمال العبيد ( وكذلك جميع الحرف ) ، أما السادة فهم من نوع ” أعلى “ومهامهم تنحصر في التفكير والنظر وانتاج الخطاب ” وكانت المحصلة أن “إنجازات العرب في اللغة والفقه والتشريع شكلت قيوداً للعقل الذي أصبح سجين هذا البناء من الركود والتخلف”. ( غازي الصوراني ) .

2- فكر و عقيدة الدولة الأموية ( 661 م. _ 750 م. ) :

أشاع الأمويون في الحياه الفكرية آنذاك عقيدتي ” الجبر والأرجاء ” تبرر بالأولى مظالمها وما أحدثته من تحول بالسلطة السياسية ، خاصة استبدال الخلافة الشورية بالملك الوراثي، وتحاول أن تفلت بالثانية _ الإرجاء _ من إدانة المعارضة وحكمها على إيمان هذه الدولة وعقيدة حكامها بعد أن ارتكبت تلك المظالم . ( غازي الصوراني ) .

3- المعتزلة:
جذورهم تعود إلى تيار أهل العدل والتوحيد الذي كان من أبرز قادته الحسن البصري المعروف بعدائه للنظام الأموي ، تصدى هذا التيار لعقيدة ” الجبر/ التي أظهرها الأمويون ” وعارضها بإظهار موقف الإسلام المنحاز إلى حرية الإنسان واختياره وقدرته ، ومن ثم مسئوليته عن أفعاله ، ثم جاء ” واصل بن عطاء ” الذي حدد الأصول الفكرية الخمسة للمعتزلة وهي:

العدل _ التوحيد_ الوعد والوعيد_ المنزلة بين المنزلتين_ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

اختلف المعتزلة عن السنة في عرضهم للأدلة، فهي عند أهل السنة ثلاثة: الكتاب _ السنة _ الإجماع ؛ بينما هي أربعة عند المعتزلة يضيفون العقل إلى هذه الأدلة الثلاثة ويقدمونه عليها جميعاً ، بل يرون أن العقل هو الأصل فيها جميعاً ، وكان طبيعياً أن يقدموا العقل في أمور الدنيا كما قدموه في أمور الدين وجعلوه حاكماً تعرض عليه المأثورات كي يفصل في صحتها رواية ودلالة .

و أزدهر المعتزلة في الفترة من عصر المأمون 813م الى أن أنقلب المتوكل عليهم في عام 850 م حيث نفاهم و قلعهم من مناصبهم وتأثيرهم الفكري .

لقد كانت المعتزلة من أصدق الفرق في الإسلام الذين جمعوا بين النص والممارسة في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعتبروها فروض كفاية وهي أهم في مذهبهم من الفروض العين .

ويقول الدكتور محمد عمارة في كتابه ” المذاهب والتيارات الإسلامية ”: كان المعتزلة كوكبة من أهل الفكر والنظر والدين والثورة اتخذوا من الفلسفة والرقي في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب.

ويضيف الدكتور حسين مروه إلى كل ما تقدم _ دون أن يتناقض معه _ بعداً فلسفياً للمعتزلة أورده في كتابه الموسوعي القيمِّ ” النزعات المادية في الإسلام ” بقوله : ” أن المعتزلة استشرفوا إدراك وجود قوانين موضوعية في الطبيعة تجري وفقها الظاهرات الطبيعية كلها ، وأن (القدر ) عندهم بخيره وشره من الإنسان ، وأن الإنسان متفرد بين مختلف الكائنات تميزه الحرية في الاختيار لأفعاله ، وأن امتلاكه خاصة العقل هو المصدر والأصل في تفرده بتلك الميزة .


ويضيف د. مروه ” أن مفهوم العدل الدنيوي ، الأرضي عند المعتزلة لا ينفصل أيضاً عن حرية الإنسان ، أنهم يرفضون الحتمية القدرية التي تسلب الإنسان اختياره فيما يفعل ”

4) الديمقراطية في العمارة :

أ- الديمقراطية في الفكر المعماري الكلاسيكي :

clip_image002

ينظر العديد من المفكرين الى الديمقراطية في العمارة الكلاسيكية بطريقة مختلفة , فالنظر الى مباني تلك المدرسة التي تمثل سلطات الحكم سواءً برلمانات أوغيرها يرى ما يمثل اليوم عمارة القوة بضخامة حجمها , و الأعمدة الضخمة والزخارف المبهرة و التماثيل المنحوته و الجدران السميكة المرتفعة , رغم أن بعضها يحمل وظائف ديمقراطية مثل مبنى الكابيتول بواشنطن, رغم التناقض بين القوة و الديكتاتورية من ناحية و الديمقراطية من ناحية أخرى ,

و مثال على ذلك البارثينون, فالبارثينون يمثل قمة المباني المعمارية الكلاسيكية اليونانية في فترة كانت الحضارة اليونانية بها تمثل ثقافة الاستعمار و أستعباد الأخرين فيما يبسمى ديمقراطية العبيد , ولطالما أعتبر ممثلاص لهذه الثقافة , ألا ان العديد من المفكرين اليوم يرون أن البارثينون يمثل العمارة الديمقراطية لا بعناصره المعمارية ولكن بالعملية التي اتبعت في تصميمه و بناءه ,

فالناظر الى البارثينون بعظمته ودقة زخارفه يظن انه قد صمم بكل تفاصيله قبل الشروع في بناءه من قبل مصممه (بركليز ) وخاصة الأفريز الذي يحتوي أجمل الزخارف ويمثل أهم عناصر المبنى.

ألا أن المبنى وخاصة الأفريز خضع لعمليات تعديل وتبديل في التصميم على طول مرحلة بناءه الى أن أكتمل وذلك يرجع الى عملية التشاور و التفاوض بين عناصر الديمقراطية في أثينا وتلبية لمتطلبات ورغبات المجتمع, ولهذا يرى هؤلاء البارثينون ةمثالا للعمارة الديمقراطية من خلال العملية و الأسلوب المتبع في تصميمه و أنشاءه و القائم على التشاور و التفاوض وتلبية حاجة ورغبة الجمهور لا بالعناصر المعمارية النهائية الناتجة عن هذه العملية ( وهذا يشبه الى حد كبير مفهوم المشاركة

الحديث.( Participation

ب- المدرسة المعمارية الحديثه :

على عكس المدرسة الكلاسيكية يرى مفكري المدرسة الحديثة أن هناك عناصر معمارية واضحة ومحدده يجب توافرها في البناء لكي تحدد ماهية البناء كبناء ديمقراطي , وليس عملية التصميم و الانشاء فقط , ومن هذه العناصر :

1) الساحة العامة الجامعة

Gathering Space

clip_image004

( صورة للساحة الجامعة لمبنى الكابيتول , في واشنطن).

و الساحة الجامعة من أقدم العناصر التي تميز العمارة الحضرية للديمقراطيات في التاريخ بدأ بالبازيليكا اليونانية و الفورم الروماني , و ؟أستمرت تمثل عنصرا أساسيا للعمارة الديمقراطية الحديثة وهي تمثل ساحة عامة يجتمع فيها الناس دون فوارق طبقية أو تمييز بين غني وفقير أو متعلم وأمي ألخ.... , للتشاور و التواصل .

2) بساطة التشكيل المعماري وتنوعه وبعده عن الاشكال الهندسية الأولية الصريحة , ( هرم , مكعب , كره , قبة ) :

التي تعطي مظهرا غامضا و تشكل عائق بصري , و اللجوء ألى أشكال تبدو كأنها منبعثة من الطبيعة ( البرلمان الأسكتلندي الجديد ) , أو أستخدام تشكيلات معمارية تكسر الحدة البصرية للأشكال الهندسية الأولية ( مثل برلمان بون الفدرالي الجديد الذي يظهر تشكيله المعماري الاولي على شكل صندوق مستطيللكن تم أستخدام تشكيلات معمارية أعتمدت نوعا من الخداع البصري و الشفافية في الواجهات لتشتيت الأنتباه عنه ) .

3) الشفافية و الوضوح من خلال :

أ – أستخدام الزجاج لأنتاج واجهات شفافة تسمح برؤية الداخل و الخارج .

ب- أستخدام المخطط المفتوح و عد استخدام القسامات الصلبة و اللجوء الى قواطع نصفية أو شفافة في حالات الضرورة .

ج- وضع محاور الحركة العمودية ( مصاعد و أدراج ) في اماكن واضحة و أن تكون جدرانها من مواد شفافة ( مصاعد بانوراما زجاجية ) .

4) أستخدام المقياس الأنساني : تناسب مقاييس البناء مع الأنسان و الابتعاد عن المباني العالية و الفتحات و المداخل و التشكيلات المعمارية الضخمة .

5) أستخدام التكنولوجيا في الأنشاء و تكييف الجو البيئي :

حيث يرى المفكرين أن التكنولوجيا كانت المحفز للثورة الصناعية التي أطلقت شرارة الديمقراطية وقضت على عصور الظلام و يعتبرونها الحامي للديمقراطية , ولذلك يلجؤن لأستخدامها في الأنشاء من خلال أستخدام احدث المواد مثل الأنشاء بالهياكل المعدنية( قوي وصغير غير ظاهر مما يسمح بالشفافية ) , والسطوح الزجاجية التي تعطي الشفافية و تسمح مع التكنولوجيا الحديثة بتوجيه الاضاءة و الحصول على طاقة للتدفئة و التكييف الطبيعي ( كما في الألواح الزجاجية لقبة مبنى الرايخ ستاج ببرلين ) .

6) أستخدام الطبيعة و العناصؤ الخضراء :

لأضفاء نوع من الجو الطبيعي الذي يكسر الحدة البصرية للمنشآت الهندسية و يضفي نوعا من الالفة و الجو الهاديء للمتجول في المبنى من خلال أدخال العناصر الخضراء الى داخل المبنى فلا يشعر المتنقل بحدة النقلة من الخارج للداخل و بالعكس , كما ان العناصر الخضراء تزيد عامل المقياس الأنتساني .

7)التدرج في المستويات و أستخدام التراسات و الجسور في الربط بين الكتل :

وذلك للدلالة على التدرج الوظيفي الذي يكفله القانون ولأستغلال الارض بالشكل المناسب , أما التراسات فتسمح للناس بالتجول فيها ومراقبة المستويات الاخرى , و الجسور تسمح بحرية و شفافية الحركة من جزء الى آخرمن المبنى .

8) التنوع في التشكيل وفي الالوان وذلك للدلالة على التعددية و الأبتعاد عن استخدام رتم محدد و الالوان الحادة التي تسبب النفور .

9) حرية الحركة وتعدد المداخل و المخارج ووضوحها وبعدها عن الحدة .

وقد حدد القائمون على المعرض العالمي للعمارة الديمقراطية الحديثة سبعة مشاريع معمارية تحظى بالاعتراف العالمي كمثال على عمارة القرن العشرين الديمقراطية زكحالات دراسية لها وهي :

1) Chandigarh, Parliament Building )Indea) designed by Le Corbusier (1954)

clip_image006

clip_image008

2) Brazilian National Assembly, designed by Oscar Niemeyer (1962)

clip_image010

clip_image012

3) Dacca, Bangladesh designed by Louis Kahn (1962- 83)

clip_image013

4) New Second Chamber, The Hague, designed by P B de Brujin (1978-85)

 

clip_image015

5) Capital Hill, Canberra, designed by Mitchell Giurgola and Thorp (completed 1988

6) Federal Parliament, Bonn, designed by Behnisch and Partner (completed 1991)

clip_image017

clip_image019

7) Rebuilding of the Reichstag, by

Foster and Partners (1994-99)

clip_image021

clip_image023

بالأضافة الى مبنى البرلمان الأسكتلندي الجديد الذي يعتبر مثالا على العمارة الديمقراطية للقرن الحادي و العشرين .

the new Scottish Parliament by Enric Miralles/RMJM.

clip_image025clip_image027

clip_image029

المراجع:

1- محاضرات أولية في الفلسفة وتطورها التاريخي 2

د.غازي الصوراني 2 يوليو 2005 .

دروب (موقع ألكتروني)

http://70.103.16.174/~doroobco/index.php?p=394

2- مقال بعنوان دولة ((أفلاطون و أرسطو والرومان ودولة فلسطين ) المحامي الدكتور محمد ظرف جريدة القدس ص21 16/10/20006

3-

: Book Architecture and Democracy-

Author: Claude Fayette Bragdon

Release Date: June 15, 2004 [eBook #12625

Clemente Marconi 4-

THE PARTHENON

AND THE CORE CURRICULUM

2004 Columbia University

http://www.dkv.columbia.edu/vmc/learning/clemente_marconi.pdf.

ARCHITECTURE OF DEMOCRACY The Architecture of 5-Democracy exhibition

http://www.opw.ie/whatsnew/pr2000/12_5_00.htm

6-

حتمية الديمقراطية كنظام للحكم مقال

الأفوكاتو

Jul 15 2006, 12:56 PM

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=21988

موقع محاورات المصريين

تناقضات التأسيس الأرسطي لمفهوم الاستبداد الآسيوي7-

حسين الهنداوي باحث وأكاديمي في مجال الفلسفة يقيم في لندن

http://www.nizwa.com/volume32/p32_39.html

8-

ARCHITECTURE REVIEW; Gehry's Vision Of Renovating Democracy

http://query.nytimes.com/gst/fullpage.html?res=9F0CEED6103AF93BA25756C0A9679C8B63

9-

Democracy Revisited:

The Ancients and the Moderns

Alain de Benoist

http://theoccidentalquarterly.com/vol3no2/adb-democracya.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق